مقالات
الماسأة الحقيقة
بمصر الآن؛ هي فوضي
الأداء الإعلامي، وبلغت ذروة هذا الإنحدار
بإلغاء وزارة الإعلام ليصبح إعلام الدولة كاليتيم الذي فقد أبويه، وقد حدث ذلك جرّاء وابل من القصف الرأسمالي تحت شعار حرية التعبير في حين أن هذه الحريات
المزعومة في المنابر الخاصة مفقودة، واقتصر
دور تلك الأدوات الهلامية علي نشر ثقافة الزيف والضلال، وأصبح الرقيب الرأسمالي أسوء رقيب عرفته أروقة صاحبة الجلالة.
فكل حرف يكتب أو يذاع
في وسائل تخدير المواطنيين الخاصة يتم توجيهه لصالح مخططات السيطرة علي مقدرات الدولة من أجل
استكمال برامج الاحتكار، وتمكين مافيا
الأراضي ، ومافيا القروض، ومافيا الدعم من
الهيمنة علي العقل والمال في آن واحد.
فالكثير من التحقيقات في برامج التوك شو علي الشاشات الفضائية يتم
إخراجها كالأفلام والمسلسلات عبر نخب صنعت من الكمبارس الممسوخ، بهدف إحداث تآثيرات اقتصادية
لصالح مجتمع النصف في المائة الذي عاد من جديد ليمتص دماء الفقراء والمعدمين.
وبعد أن سيطرة الرأسمالية علي مفاصل الدولة والتشريع،
ومازالت تسعي بلا كلل أو ملل للاستحواذ
علي رأس السلطة، وقبل 25 يناير كانوا
يدعمون السيد جمال مبارك لا وفاءًا لشخص
أبيه ، بل كمحلل سوف يؤسس لنقل السلطة من
العسكريين إلي الرأسماليين، ونفاقوا ثورة
25 يناير ظننا منهم أنه سيحققون أخر خطوة في أحلامهم بالاستقرار فوق مقعد الرئاسة،
واليوم وغدا سوف يتحركون نحو الهدف، مدعمون بالإعلام وأموال الشعب المنهوبة، ولن
يكبح جماح هؤلاء سوي التأسيس للديمقراطية الحقيقية.
وأول لبنة في هدم مخططات ورثة قارون الجدد، هي عودة
إعلام الشعب قويًا كما بدأ، لحماية البلاد من برامج غسل الأدمغة، وذلك
بتبني الخيارات القومية التي تؤسس لبناء مجتمع يحي فيه كل مواطن بكرامة وعدالة وفق
مبادئ تكافئ الفرص، دون تميز أو عنصرية، وذلك عبر التوعية من خلال وزارة إعلام
وطنية.
تعليقات
إرسال تعليق