القائمة الرئيسية

الصفحات

عنصرية الهجوم علي التعليم المفتوح



مقالات 

يتلقي التعليم المفتوح هجوما شرسًا ، مما يشي بأن هذا الهجوم ينطلق من حالة نفسية بالغة التعقيد ،   وخاصة من خريجي مدرسة الحفظ والتلقين، لأنهم يرون أن الزمن قد توقف علي الشهادة التي حصلوا عليها،  ويرفضون فكرة التطور،  ودليل ذلك أن الدول المتقدمة  تتيح التعليم الجامعي للدارسين في أي وقت، وهذه  العنصرية  قديمة جديدة، تتجلي في التنابذ بين  خريجي الجامعة  المصرية أنفسهم،  ليروج  كل فريق  بأن الجامعة التي تخرج  منها هي الأفضل،  مع  أن  القواعد العلمية متماثلة ويكمن الخلاف في طريقة التناول للمواد الدراسية.

وعمومًا لا يحق لأحد أن يصنع من نفسه إلهًا يهب حق التعليم لهذا ويمنعه عن ذاك، فالظروف الاجتماعية والمادية  قد حرمت  الكثيرين من مواصلة التعليم  العالي، ولا يجب عرقلة هذا الحق، وخاصة أن الدارس بالتعليم المفتوح يتحمل نفقة تعليمه،  ويبذل مجهودا مضاعفا في التحصيل لأن الحضور يقتصر علي بعض المحاضرات التي تحدد  معالم المنهج، علي عكس التعليم العادي الذي يشرح فيه للطالب كل كبيرة وصغيرة.

إن طريقة التفكير  لدي  بعض المهاجمين للتعليم المفتوح  جعلتهم يعتقدون أنهم أفضل من كل زملائهم بالجامعات أو بالمناصب العامة؛  في حين أن قدراتهم لا تتجاوز ما حفظوه،  ولم يقدموا نظرية علمية واحدة؛  وكل دورهم هو تكرار المنتجات العلمية للآخرين دون قدرة علي تطبيقها علي الواقع متي أتيحت لهم فرصة الإدارة، وبعضم قام بسرقة رسائل علمية من آخرون، وبعضهم ضبط ملتبس بقضايا تمس الشرف،  والغريب أن بعض من يهاجمون التعليم المفتوح بضراوة  يتسابقون علي التدريس به، مما  يعكس إزدواجًا  بالغ التعقيد في التكوين السيكولوجي لديهم.

يحدث هذا  مع أن النظريات الحديثة تولي اهنمامًا برأس المال البشري  في مجالات التنمية، وهذا  يذكرنا برفض صناديد قريش للدعوة الإسلامية في مهدها لأنها  جاءت بقواعد تمنح الأفضلية للإنسان حسب ما يبذله من جهد سواء في العبادة أو العلم أو العمل،  وهذا يقوض فكرة السيادة بالوراثة لصالح فكرة النبوغ القائمة علي معيار الكفاءة، وهو نفس المنطق الذي دفع اليهود إلي التفكير في صلب المسيح عندما بشر بالمسيحية كدين جديد.

وبالمنطق وبتصنيف طلاب التعليم المفتوح؛ سوف نجد أنهم إما خريجي بعض الجامعات يسعون لدراسة تخصص جديد، أو خريجي المعاهد الفنية بعد الثانوية العامة ويمتلكون القاعدة العلمية التي تؤهلهم لاستعاب مختلف العلوم، أو خريجي الدبلومات المتوسطة وهؤلاء تقبلهم الجامعات أذا حصلوا علي 75% من المجموع الكلي،  وجاء  شرط مرور خمس سنوات بعد الحصول علي المؤهل ليضمن أسبقية زمنية في الخبرة للحاصلين علي مؤهلات عليا  للزميل في نفس السن، ومن هنا يصبح  عنصر الزمن  ميزة نسبية بالتعليم العادي ؛  لدراسة نفس المناهج والمقرارت.

وبالنسبة لأسواق العمل بالقطاع الحكومي فهي في حكم المعدومة للجميع، أما القطاع الخاص  لا تعنيه الدرجات العلمية بقدر ما تعنيه القدرات الفردية، وهذا يؤكد أن محاولات قتل التعليم المفتوح ربما كانت حالة نفيسة لدي الرافضين لفكرة التطور، وكان الأولي بهم بحث النهوض بمنظومة التعليم ككل وهذا لن يحدث إلا بتطوير التعليم قبل الجامعي، علاوة علي التصدي لسرقة الرسائل العلمية، ومراجعة  سياسات  الجودة خاصة بعدما تراجع  مستوي الجامعات المصرية طبقا لبعض التصنيفات العالمية التي تقيس الجودة.

ورغم أن المؤيدين للتعليم المفتوح من أساتذة الجامعات والخبراء أغلبية ساحقة إلا أن الأصوات المعارضة  تحاول تسويق وجهة نظر قاصرة علي إعتبار أنهم  عينوا أنفسهم كأوصياء غير محايدين علي المجتمع فخلقوا قضية من العدم أصبحت ملهاة إعلامية.

وعليه : يأمل الجميع من  المجلس الأعلي للجامعات وضع المعايير التي يراها مناسبة لرفع مستوي الجودة مع بقاء الشهادات الممنوحة من التعليم المفتوح كنافذة نحو استكمال الدراسات العليا للراغبين فيها.




تعليقات

التنقل السريع