مقالات
لن ينكر أحد أن هذا الخبر السار الذي بثه شريف إسماعيل رئيس وزراء مصر حول إقالة المستشار الزند كان بمثابة شهادة ميلاد للأمل الذي مات منذ أن وطئت قدم هذا الرجل فوق محراب العدالة لأن منصب الوزير كوظيفة سياسية يحتاج إلي سمات خاصة، أهمها القبول الجماهيري وعدم التعالي علي الشعب، وتلك السمات لم تكن متوافرة في المستشار الزند. فدائما ما كان يقول نحن السادة وغيرنا هم العبيد، كما أنه صاحب مقولة معناها : "لن يستطيع أحد أن يوقف مسيرة الزحف المقدس لأبناء القضاة" والزحف هو التعيين في النيابة العامة، وهذا لا يعني أن ينكر أحد علي أبناء القضاة الأجلاء حق العمل في سلك القضاء، ولكن بما يتفق مع مبدأ تكافئ الفرص وفق معيار موحد علي جميع المصري دون تمييز.
وقد
أسرف المستشار الزند في الكثير من
التصريحات التي أنتهت بقوله :" حتى لو نبي هحبسه". والأنبياء معصومة من الخطأ أصلا، ومن هو الزند حتي يحكم علي أنبياء الله؟
المعضلة الحالية لا تتمثل في شخص المستشار الزند،
فهو كشخص لا تتجاوز قدرته سوي التآثير في ذاته، ولكن الإقالة هوت كالصفعة علي وجه الدولة العميقة، وأيضًا علي وجه من يقفون من وراءه، ويقاتلون من خلفه من أجل المصالح أو دوائر النفوذ أو بهدف
استنزاف الدولة ومؤسسة الرئاسة.
ومن المحتمل أن تحاول مراكز القوي في القريب أن تعرقل
استقرار الدولة، وخاصة أن الكثير
منهم باتوا ينتظرون أخبار الإقالة من مناصبهم عبر رنات الهاتف المحمول بسبب ماضيهم، أو بسبب الخوف من فتح
ملفات الفساد في كافة المجالات. وهذه الخطوة ربما يتبعها المزيد من الخطوات جّراء التداعي
الحر والتلقائي للأحدث من فعل ورد فعل.
والدليل علي ذلك أنه عندما تمت إقالة وزير العدل
السابق محفوظ صابر بسبب تصريحاته رحب الجميع بذلك تقريبا ، أما اليوم تحاول الدولة
العميقة الدفاع عن نفسها في صورة الدفاع عن المستشار الزند عبر أدوتها في كل منبر إعلامي
لأنهم يعلمون أن الدور عليهم .
تعليقات
إرسال تعليق