مقالات
أما الخطوة الثانية هي تحييد اريتريا، والتي خاضت كفاحًا
مريرًا مع اثيوبيا من أجل الاستقلال منذ عام 1960 – 1991، وكذلك حربًا حدودية منذ
1998 -2000، وقد نجحت إسرائيل في استقطابها وإنتزعها بدلا من الإنضمام إلي جامعة الدول
العربية لتأمين الحدود الشمالية والشرقية لإثيوبيا.وجاءت الخطوة الثالثة من جهة الحدود
الغربية بفصل جنوب السودان، عن السودان الكبير، وجاري تفكيك باقيه، علاوة علي إشعال
الصراع الحدود بين مصر والسودان علي حلايب وشلاتين لمنع تكوين جبهة موحدة بين البلدين
الشقيقين ، وبذلك تم صناعة عازل ديمغرافي بين مصر وإثيوبيا يشل قدرتها علي التدخل العسكري
المباشر، غير المرغوب فيه، ومن ثم تفرغت إثيوبيا بدعم صهيوني لتنفيذ مخططات حجب مياه
النيل عن مصر....وقد تم ذلك وسط سياسة الإلهاء الإمريكية التي كانت تقدم معونات شكلية
لمصر، في ذات الوقت التي تنخر بإجهزة مخابرتها لإقتلاع الجذور المصرية من إفريقيا،
وأمام الكاميرات كان قادة الكيان الصهيونني " يلتقون" بالمسئولين المصريون،
والموساد الإسرائيلي تزرع الخناجر في خاصرة مصر الجنوبية.
وهذا التخاذل المصري يطرح تساؤلا هامًا مفاده أين كان صناع
"الإستراتجيات" بمصر، وما هو دور المعاهد العلمية المتخصصة في السياسية الدولية؟...,وحتي
لا نطيل البكاء علي اللبن المسكوب، علي الجميع التحرك الفوري من أجل إنتزاع حقوق مصر
التاريخية إنتزاعًا، فقد ظل هذا النيل يجري بمصر منذ آلاف السنين، وقد دفعت مصر ثمن
الحياة بموت الكثير من أبناءها غرقًا أثناء فترات الفيضان، وكانت دول المنبع تهرب من
الفناء بتسهيل إندفاع هذا الماء نحو الشمال أن استطاعت، فكما كان حياة الشعوب بالجنوب
مرتبطة بالتخلص من الماء الفائض، أصبحت حياة الشمال اليوم مرتبطة بهذا التدفق.وعليه....لابد:
أولا: التحرك الفوري من أجل عودة الصومال علي الخريطة كدولة
ودعمه عسكريًا وماديًا.
ثانيا: إحياء العلاقات الأخوية مع إرتريا مصريًا وعربيًا
ثالثًا: المصالحة مع السودان وتعزيز التعاون الثنائي وإفشال
مخططات الوقيعة بين البلدين.
رابعا: فتح قنوات مع الإقليات الإثيوبية ودعم حركات التحرر
والإنفصال بها، ودعم الصومال في استيرداد أراضيه المحتلة.
خامسأ: دعم المقاومة المسلحة بالدول الغاصبة بالشرق الأوسط
لوقف تمددها بدول حوض النيل، وإلهائها في مشاكل داخلية متنوعة.
سادسًا: التعاون مع دول حوض النيل تعاونًا حقيقيًا من خلال
خطوات محددة وقوية.
سابعًا: تطبيق الديمقراطية الحقيقة تطبيقًا كاملا بمصر، وتغلب
معايير الكفاءة في شغل كافة الوظائف العامة دون تميز أو محاباة، وتحقيق العدالة الاجتماعية،
والقضاء علي الفساد، وبدون ذلك لن تنجح مصر في تحقيق كل ما سبق.
تعليقات
إرسال تعليق