مقالات
التفجيرات الإرهابية التي ضربت فرنسا مساء الجمعة 13 نوفمبر 2015 في سبعة أو ثمانية مواقع مختلفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلي والجرحي تحتاج من الجميع موقفًا موحدا للوقوف علي أسباب الظاهرة لعلاجها من الجذور، فقد حدث هذا القتل دون مبرر، فلا ذنب للمدنيين في الخلافات السياسية، ولا علاقات للضحايا بأي نزاعات إقليمية.هناك احتمالات كثيرة لتصنيف أسباب هذا الحادث، منها ضلوع أجهزت مخابرات لأسباب متنوعة، وربما أيضًا قد حدثت بسبب التدخل الفرنسي بدولة مالي الإفريقية كطرف حسم الصراع لصالح فئة علي آخري، ومن الوارد أن تكون بسبب الأزمة السورية؛ لأن فرنسا من الدول المشاركة في محاربة تنظيم الدولة بها، وحاليا تشير أصابع الأتهام نحو تنظيم الدولة الإسلامية المسمي بداعش بسبب مانشر عبر بعض المواقع الإلكترونية عن تبنيه للهجمات الإجرامية.
وقد يسوق الإرهابيون
خطئًا أن سقوط المدنيون الأبرياء بسوريا، جرّاء القصف بطائرات التحالف؛ لا يختلف عن
سقوط مدنيين أبرياء بفرنسا، وهنا تبدو المغالطة ؛ لأنه لم تثبت نية العمد في قتل المدنيين
بسوريا، ولو ثبتت تصنف علي أنها جرائم الحرب ومهمة التصدي لذلك تقع علي عاتق الأمم
المتحدة والمجتمع الدولي، ومحكمة جرائم الحرب بلاهاي، وليس الأفراد أو الجماعات الإرهابية، حتي وإن كانت قرارات هذه الكيانات الدولية إنتقائية؛ لأنها تكشف مدي زيف الحضارة الغربية من صدقها أمام الرأي العام العالمي، وفي جميع الحالات لا تسقط المسئوليات الأخلاقية والمدنية جرّاء سقوط المدنيين في أي
بقعة من بقاع العالم.وحسب بعض التحليلات قد يري المتطرفون أن قيام نظام بشار الأسد
بقتل المدنيين عن عمد، يضع المسئولية الجنائية علي كاهل حلفاء الأسد كروسيا، ومن الوارد
أن تكون هناك ثمة صلة في تفجير الطائرة الروسية بسيناء وقتل 228 مدنيًا روسيًا، أن
جزمت جهات التحقيق بهوية مرتكبي العمل الإرهابي، وعلي نفس المنوال تسير الأحداث الأرهابية
التي طالت لبنان، وشرق السعودية جرّاء دعم حزب الله وإيرن للأسد عسكريًا، ورغم هذا
الشطط لا ذنب أيضًا للمدنيين الروس أو الشيعة فيما يحدث من إرهاب.
ومن الافتراضات الآخري،
أن تكون هناك أطرافًا تسعي لصناعة الوقيعة بين الغرب والإسلام برعاية الإرهاب، بيد
أن ذلك يبقي في الإطار النظري للتحليل حتي يتم اثباته عمليًا بالدليل المادي، وإلا
يصبح هذا الفرض كأنه لم يكن.
"خلاصة" القول أن هذه الأعمال الإرهابية مرفوضة
جملة وتفصيلا وتعكس ضحالة الفكر لدي القائمين بها أيا كانوا لأنهم يوحدون القوي الكبري
ضدهم ليسحقونهم في عشية وضحاها، وليت العالم يتخلص من كل الأرهابين والمتأمرين، بدون
أن يتخذ هذا الأمر كحجة لشن موجة استعمارية جديدة بالشرق الأوسط.
وهذه الأحداث تستوجب من العقلاء بالعالم الإسلامي التوحد
لنزع فتيل الأزمة، فالمطلوب من إيران أن تدرك خطورة تدخلها بسوريا، علي وحدتها فهي
تستنزف نفسها حتي يسهل تفكيكهافي أثنيات عرقية متنوعة حتي تتلاشي، كبديل لفشل تفكيك
قدراتها النووية، ونفس الأمر ينطبق علي السعودية وباقي البلدان العربية المعرضة للتفكك
لأسباب أيدلوجية.
أما روسيا والغرب وكافة دول العالم عليهم التعامل بروح جديدة لتمكين ثقافة السلام من الانتصار فوق ربوع الأرض، ففي عصر العولمة يصعب حكم العالم بالقوة؛ أو تركيعه بالأرهاب، وعلي الكل أن يعي أن قواعد الديموقراطية ومبادئ القانون هما الطريق الوحيد نحو الأمن والأمان.
أما روسيا والغرب وكافة دول العالم عليهم التعامل بروح جديدة لتمكين ثقافة السلام من الانتصار فوق ربوع الأرض، ففي عصر العولمة يصعب حكم العالم بالقوة؛ أو تركيعه بالأرهاب، وعلي الكل أن يعي أن قواعد الديموقراطية ومبادئ القانون هما الطريق الوحيد نحو الأمن والأمان.
واقتصاديا من الصعب
علي أي دولة بالعالم أن تحقق الاستقرار في ظل الأرهاب؛ لأنه يخلق حالة من الذعر تشل
السياحة، والاستثمار، وربما تتفاقم الإضطرابات المالية والاقتصادية حال تطور الأمر
نحو مواجهات عسكرية تنذر بموجة كساد عارمة جرّاء تنامي عجز الموازنات الحكومية بكل
دول العالم تقريبًا، فضلا عن استعداد الاقتصاد العالمي للإستجابة لحالات الكساد والركود
بسبب ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، وهو ما يستدعي التحرك الفوري لحل كل المشاكل التي
تسببت في استفحال ظاهرة الإرهاب، وبكافة السبل دون تراخي من أجل صناعة الاستقرار.
تعليقات
إرسال تعليق