مقالات
لايوجد إعلام بالعالم يضرب بعمق بلاده القومي عرض الحائط سوي الإعلامي المصري، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم، فقد ظهرت علي السطح بصورة جلية عام 2010م عندما أشعلت بعض الفضائيات حربًا إعلامية مع الجزائر بسبب مباراتي كرة قدم بالقاهرة والخرطوم، وذلك من أجل الإعلانات وحصة مقدمي البرامج منها لقداشتعل الموقف" وقتها" بصورة كبيرة، مما أثر علي بعض العلاقات الاقتصادية، ومن الناحية السياسية تم نوعًا من الاستقطاب، فمالت دول الخليج لتبني الموقف المصري، ودون سبب منطقي خلقت أزمة بين البلدين الشقيقين.
والغريب أن ضحالة بعض الإعلاميين آنذاك جعلتهم ينسون دور
"الجزائر" في دعم مصر عسكريا، فعقب نكسة 1967 أرسلت الجزائر اللواء الثامن
إلي مصر في 17 كتوبر 1967، وهو مكون من حوالي 2000 مقاتل، و800 عربة ، و50 شاحنة وقود،
علاوة علي مد مصر بـ 3 أسراب جوية مقاتلة، 21 بإجمالي 50 طائرة، والمشاركة مع القوات
الجوية في حرب أكتوبرسنة 1973. وخلال زيارة الرئيس الجزائري هواري بمدين للاتحاد السوفيتي
عقب نشوب حرب أكتوبر 1973 قدّم الرئيس الجزائري مبلغ 200 مليون دولار مقدما لحساب مصر
وسوريا بواقع 100 مليون دولار لكل بلد ثمنا لأي قطع ذخيرة أو أسلحة يحتاج لها البلدان،
حيث استشرط الاتحاد السوفيتي آنذاك السداد نقدا ثمنا لأي أسلحة ترسل للبلدين. ومع ذلك
قصفت الجزائر إعلاميا من أجل" مباراة" في كرة القدم,
وعلي نفس المنوال في عام 2014، تعدت مذيعة بإحدي الفضائيات
علي دولة المغرب الشقيق عندما قالت : "دولة المغرب اقتصادها قائم على الدعارة"
وقد ترتب علي ذلك أزمة دبلوماسية، وشعبية دون سبب....أما المشكلة الأخطر هي تعمد التراشق
اللفظي مع المملكة العربية السعودية من قبل الكثيرين، علي الرغم من دعمها للاقتصاد
المصري بقوة، وقد أسهم هذا الدعم في إنعاش الاقتصاد المصري الذي كان معرضًا للشل بسبب
عدم الاستقرار، وخاصة في عامي 2013، و2014، كما أن حكومات دول الخليج هي تقريبا"
الدول" التي أوفت بإلتزامتها بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عقد بمارس 2015م.ولا
يمكن لعاقل أن ينسي دعم المملكة العربية السعودية في مساندة مصر في حرب 1973م، عندما
مولت جزءًا كبيرًا من إحتياجات الجيش المصري، ونسقت مع دول الخليج من خلال " سلاح"
البترول بقطع المواد البترولية عن الدول المؤيدة لإسرائيل، وهذه الخطوة علي وجه التحديد
كانت كفيلة بتحرك الغرب عسكريًا من أجل النفط، وتبعا لتلك السياسة كان من الممكن أن
تفقد دول الخليج "بآثرها" سيادتها في "مواجهة" عسكرية مع حلف الأطلنطي
بسبب هذا الموقف القومي، والغريب إنها اليوم تتلقي الطعنات من الإعلام المصري دون مبرر،
كأن هناك من يريد الانتقام من الدعمين لمصر.
صحيح أن المواقف"الخليجية" ليست منة، وتنطلق من
وحدة المصير، وأن تبادل الدعم بين العرب أنما هو سجال بين الدول، فالمانح اليوم قد
دعم بالأمس، وسيتلقي العون في الغد، فقد حكم التاريخ أن هذه الأمة بعضها من بعض، وهذا
يحتم مراجعة السياسة الإعلامية لمصر، فمن الوارد الاختلاف في وجهات النظر، ولكن من
السذاجة أن "تفقأ" أعيننا بالإعلام غير المسئول .
تعليقات
إرسال تعليق