مقالات
هذا التراجع فى الطموحات العلمية بات يهدد مستقبل التنمية،
عندما تحولت الرياضة من كونها هواية لملىء أوقات الفراغ إلى هدف أساسى لدى الجميع...
لقد تغيرت مفاهيم عديدة خلال العقود الأخيرة، على طرفى النقيض. فبعد أن كانت ممارسة
رياضة كرة القدم أثناء العام الدراسى من المحاذير، أصيب المجتمع بلوسة الهوس الرياضي.المشكلة
لا تكمن فى تطوير الرياضة والإرتقاء بها لدى الموهوبين.. إنما الطامة الكبرى فى أن
يتصور كل الآباء أن أبنائهم العاديين يمكن أن يكونوا متفوقين في الرياضة، وينفقون أموالهم
"لاهثين" خلف السراب.
حتي "مراكز "الشباب دخلت علي الخط لتتاجر هي الأخري
بالظاهرة تحت حجة توفير المال الذي يبدد معظمه في أنشطة وهمية.. كما أن مجالس الإدارات
بهذه المراكز تشجع ذلك مع علمها أن معظم المشتركين بها لن يصبحوا نجوم، أو حتي يصلحون
للمشاركة بفريق المركز!...لقد أصبحت العملية ذات شق تجارى بحت لإستنزاف أموال الفقراء
الذين يعيشون بالكاد ، وإن كانت المشكلة أقل وطأة في الأندية والمدارس الرياضية الخاصة،
بسبب القدرة المالية، ولكنها لا تخلو من التزيف، عندما تغرس أهدافًا "هلامية"
في عقول البراعم والشباب "فيصبحون" مرضي بهوس التفوق الرياضي وهم "أقزام"
في الموهبة علي حساب فكرة التوظيف الأمثل لقدرات الشباب في مجالات التنمية المتنوعة.
لقد سوق سماسرة الرياضة الكثير من الوهم للجميع، وقد مكنتهم
"الدولة" من ذلك عندما استخدمت الكرة "كمُسكن" أوملهاة سياسية..
بدلاً عن مناقشة الواقع ومحاولة "تغييره" إلي الأفضل، وأيضًا عندما تخلت
مؤسساتها الرياضية عن احتضان البراعم وسد أوقات الفراغ لدي الشباب فإنزلق الكثير منهم
في عالم الجريمة والتطرف.
تعليقات
إرسال تعليق