القائمة الرئيسية

الصفحات

متعة السياحة بالعالم العربي




مقالات 

رغم أن الكثيرين ينظرون إلى السياحة على أنها ضربٌ من ضروب الرفاهية والاستجمام إلا إنها تمنح الاقتصاد أكسير الحياة، عندما تدر أموالًا طائلة تسهم في رفع معدلات التنمية الشاملة، وهذا يتطلب ضرورة تفعيل السياحة البينية على اعتبار أن العرب أولى بأموال العرب.

ويحتم الواقع في ظل الثراء السياحي غير المستغل، ضرورة العمل بجدية لجذب سياح آخرين من كافة بقاع المعمورة إلي أرضنا، ومياهنا، وهوائنا، وصحرائنا؛ بهدف تصدير تلك الخدمة من فوق الأراضي العربية إلي كل عشاق السفر في الدنيا، على أن تقترن هذه الخدمة بإنتاج كل ما يستهلكه السائح محليًّا لتعظيم العائد إن أمكننا ذلك، حتى يصبح  الميزان الاقتصادي للسياحة في صالح البلدان العربية, وهو ما يتطلب وضع مخططات جادة للتنمية الموازية بما يخدم الاقتصاد العربي ككل.

يزخر العالم العربي بالكثير من المعالم السياحية التاريخية والثقافية، وتحتوي مصر حسب بعض الإحصائيات علي ثلث آثار العالم، علاوة علي مقتنيات العراق وسوريا والأردن وبلاد المغرب العربي من بقايا الحضارات القديمة التي ترعرعت منذ أمد بعيد فوق بلادنا، وتعد السياحة الدينية من أهم الروافد التي تضخ  المال في شريان الاقتصاد العربي وخاصة بالسعودية التي توجد بها أهم المزارات الدينية للمسلمين، وأهم تلك المعالم علي الإطلاق الكعبة المشرفة ثم المسجد النبوي, علاوة على القدس الشريف بفلسطين المحتلة. أما سياحة الشواطيء والاستجمام فهي بكل البلدان العربية, فالعالم العربي يمتلك شواطئ تقدر بنحو 24 ألف كيلو مترًا تقريبًا، تطل على شواطيء: البحر المتوسط، والأحمر، والخليج العربي، وبحر العرب، والمحيطين الهندي والأطلنطي، وهذا الثراء غير المستغل هو أيقونة التنمية حال وضع الخطط والبرامج التي تعظم العائد من السياحة العربية؛ بهدف القضاء علي البطالة والفقر وتحسن مستوى المعيشة.

المستقبل ينتظر العرب ويفتح لهم ذراعيه برحابة الكون، وباتساع الفضاء الفسيح، فإذا أحسنوا التصرف وصاغوا المعادلة التنموية وفق مباديء العلوم فنعم ذلك المنهج. أما إذا ظلوا يغطون في نوم عميق متترسين خلف الشعارات دون ترجمة ذلك إلى واقع ملموس فلا يلُمن إلَّا أنفسهم؛ فعجلة الزمن  في عصر المعرفة تدور كما البرق، ولن يلحق بركب التقدم إلا أصحاب الهمم. 


تعليقات

التنقل السريع