القائمة الرئيسية

الصفحات



                                   مقالات

بإيجاز شديد يرجع سبب تدهور الرواية العربية إلى تخلي الكثير من الدول بعالمنا العربي عن رعاية الأدب الحقيقي وخاصة بمصر ،وذلك بالإضافة إلي إسناد أمر رعاية الأدب العربي لإنصاف المثقفين ، كما أن البعد الاقتصادي يمثل عاملاً هاما في الأمر حيث أن تزايد معدلات الفقر تخرج الثقافة من اهتمامات المواطن العربي المتلقي للأدب ونفس الأثر تقريبا مع أثرياء النفط فمساحة كبيرة منهم تولي الرفاهية المادية خصماً من رصيد الحسابات الثقافة .

ويعاني الأديب العربي الحقيقي من التجاهل الإعلامي والمجتمعي وهذا اثر علي الحافز المعنوي لدي قطاعات كبيرة من الكتاب ، وتعد هشاشة النقد سبباً من أسباب تدهور الرواية العربية ، فبعضه مغرض وبعضه يتم عن جهل ، وبعضه ممول لصناعة نجوم من ورق ، ومن ثم أصبح النقد في مجمله معول هدم وفقد دوره الكاشف والمكمل في بناء الحركة الثقافية.

أما جائزة البوكر رغم أنها محاولة مشكورة  وتستحق جل الثناء إلا  أنها في مجملها عمل يفتقر إلي التنظيم الإحترافي  الذي يجعلها في مقدمة الكيانات الروائية الهامة بالعالم نظرًا لوضع الجغرافيا  كعامل هام في التقييم  ومراعاة تنوع بلدان الفائزون  علي حساب الجودة أحيانًا ،  وأهم   ما تقدمه الجائزة هي ترجمة العمل  الفائز  بالإضافة إلي عملين تقريبًا  كل دورة  مما  يسهم في الانتشار العالمي للأدب العربي.

 وقد دخلت جائزة كيتارا القطرية  علي الخط كأكبر  جائزة عربية للرواية وهو ما يسمح بترجمة أكثر من 5 روايات  كل عام،  وهذا يتطلب قيام وزارات الثقافة في باقي البلدان العربية  بتخصيص  مسابقات  تترجم  النصوص الفائزة فيها إلي اللغات العالمية  في كافة المجالات  لنشر الأدبي العربي وتحقيق التواصل الإنساني  مما يؤدي إلي تخفيف معاناة الأديب العربي.


ومن المبشر أن العالم العربي مازال يمتلك قدرات روائية وأدبية هائلة ، ورغم أنه لا يتم رعايتها ، فربما يتغير هذا الوقع إذا توفرت النية الجادة لدي الحكومات  لبناء قلاع ثقافية في ظل منظومة شاملة للنهوض العلمي الثقافي.



بوابة الوطن العربي الجديد بتاريخ :3/ 11 /2014



تعليقات

التنقل السريع