القائمة الرئيسية

الصفحات

الصراع السني الشيعي.. تدمير المسلمين ذاتيًّا!



يؤسفني استمرار مُعضلة الصراع السني الشيعي منذ استشهاد الإمام الحسين- رضي الله عنه- في 10 محرم سنة 61 للهجرة / 12 أكتوبر 680م حتى تاريخه، فقد كان قائد الجيش الأموي الذي اعترض الحُسين وقتله، هو عمر بن سعد بن أبي وقاص، وذلك رغبة منه في تولِّي حكم إمارة الراي، وقد تطوَّر الأمر إلى ما هو أسوأ، حيث ذُكر أن دُعاة بني أُمَيَّة كانوا يسبّون الإمام علي بن أبى طالب فى خطبة الجمعة فوق المنابر، ولما ولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة أبطل ذلك، وكتب الى نوابه بقراءة الآية رقم 90 من سورة النحل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) ومازالت هذه الآية تُقرأ فى خطبة الجمعة الى اليوم.
اضهاد آل البيت

ولا يمكن أن ننكر أنه قد استمر اضهاد أبناء الإمام علي ابن أبي طالب في الدولة العباسية، وقد أدى هذا الخلاف السياسي إلى الفرقة بين المسلمين، وسمح لأعداء الدين من المجوس واليهود وغيرهم من دس الأحاديث، والنفخ في نيران الطائفية فظهر التطرف والتكفير وسب الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وغيرها من صراعات دامية أسفرت عن قيام ابن العلقمي الشيعي بمساعدة هولاكو في احتلال بغداد عاصمة الخلافة الإسلاميَّة يوم 9 صفر 656 هـ المُوافق فيه 10 فبراير1258م.
الهلاك ذاتيا

ومن المثير للدهشة أن هذا الخلاف يهدد سلامة العالم الإسلامي والعربي في الوقت الرهن، ومن الممكن أن يؤدي إلى هلاك المسلمين ذاتيا بيدِ بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الفترة ما بين 1980/ 1988م حدثت خسائر رهيبة، فحسب بعض التقديرات بلغت خسائر العراق  ما بين 350 : 400 مليار دولار، ونحو     150 ألف قتيل، وقرابة 700 ألف جريح، وأكثر من 85 ألف أسير ومفقود. بينما قدِّرت الخسائر الإيرانية بأنها تزيد عن ذلك بنسبة 30% : 40%.
ولولا هذا الدمار الشامل لأصبح عندنا دولتان مسلمتان من دول العالم المتقدم اقتصاديا وعسكريا وعلميا، ونوويًا.
عودة الكارثة

الكارثة الحالية هي عودة هذا الصراع من جديد في عام 2011م بتدخل إيران في سوريا واليمن على أساس طائفي، وقد أشارت بعض التقارير إلى أن إيران قدَّمت دعما ماديا لنظام بشَّار الأسد يقدَّر بـ 13 مليار دولار، ولجماعة الحوثي باليمن بنحو 5 مليارت دولار، ناهيك عن الخسائر في الأرواح، وعلى الوجه المقابل تنفق السعودية ومعسكر التحالف العربي عشرات المليارت، وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988م.
الاقتراح المُدّمِّر

وتبقى خطورة الصدام المباشر قائمة، وخاصة بعد الاقتراح الأمريكي بتشكيل وحدة عسكرية من الدول العربية لتحل محلها في سوريا، وهذا الاقتراح محفوف بالمخاطر لأنه قد ينتهي بتصادم القوات العربية مع إيران، ومن ثَّم اشتعال حربٍ سنية شيعة طاحنة؛ تتفق مع مخططات الغرب في القضاء على المسلمين ذاتيا.
دور الدبلوماسية

وعليه، يجب على الدبلوماسية الإسلامية، وخاصة مصر التدخل السياسي؛ لمنع تمدد هذه الحرب الضروس. مع تكليف الأزهر الشريف بفتح ملفات السني- الشيعي من جديد، وبرعاية مباشرة من القيادة السياسية، بهدف فتح حوارات مع المرجعيات الشيعية العربية- والإيرانية، لتنقية تراث المسلمين من كل الشوائب التي تشعل الاحتراب بين أبناء الأمة الواحدة.
وبدون ذلك  الحوار المقترح ستبقى هذه القضية محرقة لأبنائنا بالجيوش العربية والإيرانية على حدٍ سواء.


تعليقات

التنقل السريع