القائمة الرئيسية

الصفحات


تكمن القيمة العظمى للرياضة في انتشارالممارسة الشعبية لها، بهدف تحسن الصحة، وبناء الإبدان، علاة على قتل الفراغ لدى الشباب،  وبما يضمن حمايتهم من احتملات الأنحراف نحو عالم الجريمة أو الإنخراط في  تيارالتعصب،  أما الجانب المعنوي للرياضة يتمثل في بث الروح الرياضية  في أوصال المجتمعات من خلال القبول بفكرة المنافسة الشريفة، لتصبح فكرة التفوق في أذهان الجميع مقترنة بالعمل والمثابرة.

ترجع أهمية الرياضة في التنمية في كونها ترتبط بالنشاط الاقتصادي،  حيث تمثل في إعداد وبناء الملاعب، والصناعات الرياضية من ملابس، وكور، وغيرها، علاوة الأجور والبدلات، كما أن التأثير المعنوي يتمثل في متعة المتابعة  للترفيه، حيث يحفز الفوز في البطولات فكرة التفوق في شتى المجالات،  ويبقى السؤال الجوهري هل نجحت المجتمعات العربية من جني فوائد الرياضة في ظل الرعاية الرسمية من قبل الحكومات طيلة ما يقرب من قرن من الزمان؟

يشي واقع الحال عند الإجابة على هذا التساءل أن النتائج غير مربحة، فقد اقتصر مفهوم الرياضة في معظم الإذهان  على كرة القدم،  تشجيعَا لا ممارسةً، وتقلص الاهتمام بباقي المجالات الرياضية،  وقد افرزت كرة القدم  كمثال عن بروز ظاهرة الهوس الرياضي؛ فورثت بعض الجماهير العربية منهج التعصب الكروي كأسوأ سلوك يقترن بالرياضية، وقد تنامت هذه الظاهرة بمصر بين مشجعين ناديي الأهلي والزمالك المصريين، وراح المتعصبون يلتمسون العذر للإخفاقات الرياضية متى حدثت، أقتداءً  ببعض المسئولين والإداريين، والمذيعين اللذين يعلقون أسباب خسارة المبارايات في أحيان كثيرة على رقاب الحُكام، زورًا وبهتانا، وأذا خرج الحكم من دائرة القصف يتهمون الفريق المنافس بممارسة السحر والشعوذة للفوز بالمبارة، وبدلا من أن ترتقي كرة القدم  بفكرة المنافسة كقيمة؛  تحولت إلى زرع  ثقافة  الجدل والدجل في عقول شرائح كثيرة، وبما يؤثر بالسلب  على روح التسامح لصالح تيار التعصب.

ورغم ق أن العالم  العربي ينفق مبالغ طائلة على الرياضة  توجه معظمها إلى نشاط كرة القدم،  لم يصعد للمشاركة  منذ البطولة الأولى بأوروجواي في العام 1930م  حتى 2018م سوى ٨  منتخبات عربية فقط، وهي كل من: تونس، والمغرب، والسعودىة  خمس مرات، والجزائر أربع مرات،  ومصر ثلاث مرات، والعراق مرتين، ومرة واحدة لكل من: الكويت  والأمارات، وقد حققت  الجزائر  أبرز إنجاز عربي عندما وصلت لدور الثمانية وخسرت أمام ألمانيا  في البرازيل عام 2014م.

أما في مجال الأولمبيات منذ  الدورة الخامسة التي أقيمت بالعاصمة السويدية دورة ستوكهولم سنة 1912 حتى  دورة   ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016م  لم يحصد العرب سوى   108 ميداليات منها: 26 ذهبية، 27 فضية، و55 برونزية، نصيب مصر منها  28 ميدالية (7 ذهبيات، 10 فضيات، 11 برونزية). وجاءت هذه النتائج الضعيفة إعتمادً على القدرات الفردية، والتي لا تلقى نفس الرعاية التي تتلقاها كرة القدم.


وعليه:  يجب إعادة تخطيط الرياضة العربية  لتفعيل رياضة الممارسة أولا،  أما في مجالات رياضة المنافسة يجب ترشيد النفقات بحيث تحتل الرياضة مرتبة لاحقة  في سلم الأولويات بعد العلم والعمل ومتطلبات الأمن القومي، مع وضع ضوابط تضمن عدم خداع الجماهير العربية بالبرامج الرياضية من قبل سماسرة الإعلام، حتى تكون قيم التحفيز على البناء من أهم ما يمكن غرسه في الشعوب من خلال محاكاة  فكرة التفوق الرياضي متى تحقق.

تعليقات

التنقل السريع