القائمة الرئيسية

الصفحات

علاقة الأدب بالسياسة والاقتصاد





يعد المنتج الأدبي الحقيقي من أهم أدوات الدبلوماسية الناعمة التي تسهم في الغزو الثقافي واختراق الآخر،  وتتعاظم  أهمية الدور السياسي للأدب  كونه يحمل الأفكار الإيديلوجية لدعم نظم الحكم المختلفة، علاوة على البعد الاقتصادي، لأن  قدرة الأدب  على خلق الأجواء التحفيزية للتعامل بين الدول شديد الأهمية،  ولا يمكن لأي  لدولة  أو تكتل  إقليمي  أهمال  البناء الثقافي في مخططات التنمية الشاملة.   

 وتؤكد النهضة الثقافية  بمصر منذ بداية القرن العشرين وحتى نهايته  صحة هذا الطرح، فقد تمكن المفكرون بها من تسويق فكرة الريادة الثقافية لمصر بالعالم العربي، وقد أنعكس هذا الدور الثقافي علي  الاقتصاد، بأن فضلت المجتمعات العربية، المنتجات السلعية،  والخدمية المصرية، وعلي رأسها عنصر العمل عن غيرها من وارداتها من الدول الأخرى. ولا يعوق هذا التفضيل غالبًا سوي إنخفاض المستوي التكنولوجي للمنتجات المادية،  أو بعض الخلافات السياسية.

أما الدور المباشر للأدب في الاقتصاد؛ فقد تجلي بوضوع بالمساهمة في تطوير نشاط صناعة الطباعة والنشر، وما يرتبط بهذه الصناعة من أنشطة مكملة، كصناعة الأحبار، والورق، ومكينات الطبع،  والتصوير، والقص، والتغليف، والنقل، والطاقة اللازمة للتشغيل، وغيرها.

وعلى الجانب الأخر يمثل تحويل المنتجات الأدبية إلي دراما تلفزيونية،  ومسرحية،  وغنائية، إلي تعظيم  الدور الاقتصادي للأدب،  عبر زيادة الطلب على المنتجات التكنولوجية، المستخدمة في صناعتي الفن والإعلام، بما يؤدي إلى  زيادة حجم التشغيل الاقتصادي.

يتأرجح  دور الأدب  بين الإنخفاض والصعود طبقًا للحالة الثقافية أو مستوي التعليم،  بيد أنه من المؤكد أن الأدب الهابط يدمر الاقتصاد العربي حال جنوح بعض الكُتاب نحو تسويق بعض الأفكار الهدامة،  ونشر ثقافة التواكل، وتبرير الجرائم  في متن النص الأدبي.

وقد تبنت بعض الدول العربية أستراتجيات ثقافية في مجالات الأدب والمعرفة، لتفعيل الدبلوماسية الناعمة،  وتحقيق التواجد المؤثر فوق الخريطة العربية للفكر والثقافة، ومن أمثال تلك المهرجانات العربية الكبيرة  جائزتي الشيخ زايد للكتاب، وجائزة الهيئة العربية للمسرح بدولة الإمارات،  وجائزة الصالح الطيب بالسودان، وجائزة مصطفى عزوز للطفل بتونس، وفي مجال ترجمة  الأدب العربي  للغات الآخرى  برزت على الساحة الدولية جائزتي البوكر، وكيتارا العربيتين.

ورغم أن الأقلام المصرية مازالت تشكل جزءًا هامًا من  تشكيل الوجدان العربي،  إلا أن المثقف المصري في مجالات الإبداع بات كمًا مهمًلا،  وأصبح أرباب  الأقلام الحقيقيين خارج دائرة الاهتمام،  ومن ثم  نأمل  من صناع القرار إعادة النظر في رسم الخريطة الثقافية لمصر من جديد إعتمادًا على الثراء الكمي والنوعى للكوادر المتميزة فوق أرض الوطن، بهدف دعم آفاق الدبلوماسية الناعمة لمصر، والحشد لفكرة البناء والتنمية.

تعليقات

التنقل السريع