مقالات
وسوف تتعاظم آثار هذا الفعل الآثيم علي
المسلمين من رعايا الدول الغربية،
علاوة علي العمالة العربية المهاجرة جرّاء البحث عن لقمة العيش، وسوف تشكل تلك
الجريمة نوعًا من التمهيد للترابط المادي
والسياسي وربما العسكري بين المتضررين من
تلك الحوادث التي ضربت فرنسا وبليجيكا منذ
عدة شهور، ليتم تثبيت فكرة في الوجدان
العالمي مفادها أن كل المسلمين أرهابيون
بلا استثناء ويجب الخلاص منهم، وهذ ما يتفق مع دعوة الملياردير الأمريكي دونالد
ترمب الذي يسعي للوصول إلي الرئاسة الأمريكية مشبعًا بأفكار فاشية ويردد مقولة الإيطالي موسوليني "أن تعيش يوما واحدا كأسد أفضل من أن تعيش
100 سنة كحمل" ولن يجد الأسد الغربي سوي القطيع العربي لإفتراسه.
ومن الوارد تسريع وتيرة الصراع السني الشيعي بشدة حتي يتأكل الأخوة الأعداء ذاتيا، وذلك مع المزيد من غض الطرف عن قيام روسيا بإرتكاب جرائم
حرب بسوريا، وسوف يمنح المتطرفون بالداخل والخارج الفرصة كاملة لتمكين الآخرون من
تدمير الشرق الأوسط. هذا أذا أثبتت التحقيقات ضلوع المسلم "عمر" في ارتكاب هذا الحادث الأليم
بالولايات المتحدة الأمريكية.
أما من الناحية الإسلامية فهذه الأعمال غير
جائزة، فبصيرح القرآن قال تعالي" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا
يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (سورة المائدة:105) وفي تفسير
الطبري قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم فأصلحوها,
واعملوا في خلاصها من عقاب الله تعالى ذكره, وانظروا لها فيما يقرِّبها من ربها, فإنه
" لا يضركم من ضَلّ" ، يقول: لا يضركم من كفر وسلك غير سبيل الحق، إذا أنتم
اهتديتم وآمنتم بربكم، وأطعتموه فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه, فحرمتم حرامه وحللتم
حلاله، وهذا بالدولة ذات الأغلبية المسلمة، أما بالدولة
التي بها
أقليات مسلمة، يكون تجنب الآخرون أولي.
وعموما يقول القرآن الكريم" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم
أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "(سورة
الممتحنو:8 ) وذلك علي جميع من كان ذلك صفته، فلم يخصص به بعضا دون بعض.، فما بالك ونحن في ديارهم بالغرب. هذا والله أعلم.
وبناءًا علي ما تقدم لا شأن لأحد بالمثليين
أو غيرهم خارج حدود الدولة المسلمة، فلكل مجتمع
عاداته وقانونه، كما أن مخالفة القانون بشأن تجارة الرقيق الأبيض
منتشر بالكثير من دول العالم الإسلامي تحت
مسميات متنوعة، ولم ننجح في حلها، علاوة علي تغلغل أمراض النفاق والفساد والتخلف، الغريب أن بعضنا يعبر البحار ليقتل ويدمر بحجة
الإصلاح وبيوتنا محطمة من الداخل
ولا تجد من يصلحها بالحكمة والموعظة الحسنة.
يثبت التاريخ دائما لكل ذي لب يعي أن خير
وسيلة للإصلاح هي تقديم النموذج الحضاري
للإسلام في إطار السلوك الأخلاقي القائم
علي العلم والعمل لصناعة القدوة، وليس
بالقنابل والمتفجرات.
تعليقات
إرسال تعليق