القائمة الرئيسية

الصفحات

تفعيل السياسة الخارجية لمصر



مقالات

تمر المنطقة العربية بمرحلة غاية في الخطورة جرّاء الإضطرابات الداخلية المقترنة بالمد الثوري الحالم بالتغير، وأيضًا بسبب الصراعات الدولية علي الساحة السورية، ورغم أن المجتمع الدولي بلا استسناء يدرك خطورة تطور هذا الصراع إلا أن العمل الدبلوماسي يتسم بالتراخي، وفيما يبدو أن هناك  رغبة دولية جامحة في التسوية لأن طلقة واحدة غير محسوبة ربما تشعل الحرب العالمية الثالثة، ولكن المكابرة السياسية تجعل التحرك نحو الحل تحركا بطيئًا، وقد تكون الساحة مهيئة لاستقبال دور سياسيًا محتملا،  وخاصة بعد تدعيات إسقاط الطائرة الروسية في الأجواء التركية، وما تردد حول استعداد روسيا لمنح حق اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد بعدما أدركت صعوبة العمل العسكري ضد القوي الثورية علي الأرض.

ومن هنا يمكن للسياسة المصرية أن تسعي؛ فربما تستطيع تحريك المياه الراكدة من خلال المساحة السياسية المتاحة؛ والتي تتمثل في وجود علاقات دبلوماسية نسبية بمعظم أطراف الصراع، لأن الخطورة القائمة تتمثل في أن تقوم القوي الكبري بإسناد مهمة تصفية الحسابات بين الروس والغرب لكل من  إيران والمملكة العربية السعودية في إطار حرب إقليمة، وفي جميع الحالات سوف يضرب ذلك الأمن القومي لمصر  في مقتل، للأسباب التالية:-

أولا: من الناحية الاقتصادية سوف تكون مصر هي الخاسر الأول من دوران رحي الحرب لأن العمالة المصرية بمنطقة الخليج العربي والتي تقدر بعدة ملايين سوف تفقد أعمالها مما يحرم البلاد من تحويلات  العملة الصعبة التي تضخ الحياة في شرايين الاقتصاد المحتضر، علاوة علي إنهيار عمليات التبادل التجاري مع عرب أسيا، وموت السياحة بالكامل جرّاء عدم الاستقرار، وكما فقدت مصر بسبب تدمير وغزو العراق عدة مليارات سنويًا، كانت تحصدها من التبادل التجاري وتحويلات العاملين  نتيجة التقاعس عن القيام بدور دبلوماسي في حل أزمة العراق،  ومن الوارد أن تتكرر نفس النتائج حال تكرار أخطاء الماضي.

ثانيا: من الناحية الاستراتجية سوف تفقد مصر جزءًا من أمنها القومي نظرًا لأن إشتعال الصراع سوف يضعف أو يمزق أو يقسم بعض دول المنطقة وهو ما يعرض المخزون المالي والسياسي للعرب إلي الفناء مما يحرم مصر من الدعم أو القروض العربية، ومن جهة أخري أن هذا الدمار المؤكد؛ سوف يضعف موقف أي دولة عربية جرّاء تأكل القوي الشاملة للعرب، التي تردع الكثير من دول الجوارعن الدخول في صراع مع أي دولة عربية تحسبًا لهذه القوي.

ثالثًا: ومن الناحية العسكرية؛  من الوارد عند تدحرج النزاع أن تتمركز القوات الدولية علي تخوم الحدود المصرية، أو أن يفرض الواقع علي مصر التدخل العسكري حال تطور الحرب إلي صراع سني شيعي كما يخطط له أعداء العرب إنطلاقًا من تزكية الطائفية البغيضة وهو الاحتمال الأرجح.

ولذا بات علي مصر أن تحاول طرق كافة الأبواب بقوة للمشاركة في الحل السياسي من أجل الاستقرار، وصناعة السلام بالمنطقة، وخاصة أن كافة الأطراف تدرك خطورة الموقف، وأيضًا حتي  تبرأ الدبلوماسية المصرية  نفسها أمام التاريخ من تهمة التقاعس إذا حدث ما لا يحمد عقباه.


تعليقات

التنقل السريع