مقالات
مازال الحنين نحو هذا الحُلم التنموي يعاني من آلام مخاض متعثرة ، وتهتف القلوب لتشحذ الهمم في كل الضمائر ، عزتنا في وحدتنا ، ورغم أن الواقع المؤلم يطارد النوايا الحسنة ؛ إلا أن الشوق ينطلق من الأوجاع مخضباً ببريق الأمل ، ليستدعي الإرادة الجادة مُلحاً علي متخذي القرار بضرورة فتح الأبواب المغلقة أمام الطاقات الكامنة ، بسن القوانين اللازمة لمواكبة هذا الطموح الجارف لدي الجماهير الحالمة ، وسواء شئنا أم أبينا ؛ سوف يجمعنا نبل الهدف وحدة المصير.
يجب أن
يمر منهج التكامل العربي عبر بوابة
التنمية البشرية والمعارف الحديثة ؛
بتهيئة المناخ الاجتماعي لإعلاء ثقافة
التعليم النوعي،وتدريب الكوادر الشابة علي مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية ، الحالية والمتوقعة ، بهدف تمكين
العقول من استقبال وإدارة الاستثمارات
العربية البينية بفاعلية وكفاءة ؛ لتعظيم العوائد في شتي المجالات .
فالنهوض
المرتقب يتطلب مراجعة كل ما يعرقل
التكامل الاقتصادي بين الأشقاء ، وسوف
يتمكن المسئولون حال إتباع المنهج العلمي
في الأداء ، من إقناع رأس المال
المهاجر بالعودة. وجذب المزيد من
الاستثمارات للمساهمة في بناء الأقطار التواقة إلي دخول عصر المعرفة بلون جديد . وانطلاقاً من بوابة الديمقراطية الفسيحة سوف تنعم كل الشعوب العربية بالرخاء .
وسوف تسهم
البرامج المخططة في استغلال الثروات الطبيعية استغلالاً رشيداً ، أذا تم الاستفادة من الهبات المطلقة والمميزات
النسبية بالشكل الأمثل . والاتجاه نحو الإنتاج وفقا لوفرات الحجم الكبير في كافة
المجالات التي تلبي احياجات السوق العربي
. بعيداً عن المضاربة والمنافسة التصادمية . ومن خلال تنسيق الجهود
، سوف يتمكن كل بلد عربي أن يتخصص
في صناعة نوعية أو تقليدية تتكامل
فيها المدخلات مع المخرجات بما يتناسب مع قدرة كل بلد علي الإنتاج حسب مقوماته ، لتعزيز
التنمية الاقتصادية الشاملة .
العالم العربي علي امتداد أطرافه غنى بثرواته الطبيعية
والبشرية والمادية ، وهذه الثروات تمكنه
إذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح ، أن يحتل مكان الصدارة بجدارة بين التكتلات الإقليمية والعالمية ، وذلك لن
يحدث إلا إذا تم رفع وتيرة
الاهتمام بالاستثمار البشري من
خلال نظام تعليمي جيد يحفز علي الابتكار .
ورحابة الآفاق سوف تسمح بتطوير التعاون في قضايا المياه والزراعة
والثروة السمكية وتجارة الخدمات ، والاستفادة من المقومات السياحية الهائلة علي
شطآن البحار والمحيطات العربية علاوة علي السياحة الدينية ، والثراء في سياحة
الآثار التاريخية وغيرها من مقومات .
تعليقات
إرسال تعليق