القائمة الرئيسية

الصفحات

حكاية ريشة قصة للطفل تعلى من شأن قيم الحرية





أحمد طوسن نسج فكرته حول قيمة الحرية عبر السرد المحكم، بحيث تؤدي كلمة في القصة دورها لتعزيز الفكرة.

حكاية ريشة:  وهي قصة للأديب المصري أحمد طوسن، صادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وموجهة للطفل للمرحلة السنية من 9 : 12 سنة.

ملخص القصة:


 تدور القصة حول ريشة صغيرة سقطت من جناح طائر،  وتحركها الريح حتى تدخل من الناقذة إلى إحدى الغرف التي بها صبي يلعب، فيمسكها ويثبتها على لوحة الألوان، وتلتصق باللوجة فتشعر أنها مُقيدة، وتحزن لذلك وتتطلع للعودة إلى الإنطلاق في الفضاء من جديد، فيشعر الصبي بمأساتها، فيقوم بغسلها، وتجفيفها، فتفرح بإنطلاقها نحو الفضاء الفسيح حيث الحرية.
  وتقول هالة الشاروني،  في كتاب سحر الحكاية فى أدب "يعقوب الشاروني" القصصي،  "تظل القصة والحكاية، هى فرس الخيال الجموح الذى يستحوذ على أفئدة الصغار، ويستولي على ألبابهم، ويأسرهم ويقدم لهم القيمة وخلاصة التجربة الإنسانية، عن طريق السرد أو الحكي، بعيدًا عن النصائح المباشرة المنفرة غالبًا، والتى تأتي دائمًا بنتائجها العكسية." وقد طبق أحمد طوسن هذا المفهوم في السرد المطرز بالخيال في قصة حكاية ريشة

قيمة الحرية:


عبر الخيال الواسع، واستنطاق الجماد طرحت قصة "حكاية ريشة" قيمة الحرية، وأهميتها بالنسبة للجميع، للحرية أهمية قصوى في حياة الإنسان،  فهي ضآلته المنشودة؛ ويظل يبحث عنها  حتى  يستريح نفسيّاً،  ودينيّاً  تعني ببراءة الذّمة، واجتماعيّاً  تعني إزالة السّلطة والموانع التي يفرضها المُجتمع على الفرد، وفلسفيّاً  تعني التخلّص من كلّ ما يحرم  البشر  من حريّتهم ، وحقوقيّاً تعني رفض التسلط  على حقوق الإنسان.


ويقصد الحريّة  هنا الحريّة الموجبة؛  التي  تعتمد على توظيف الإمكانات المُتاحة  إلى صالح الفرد والجماعة، فإذا كانت الحريّة الفرديّة تعني  اتّخاذ القرار والتّعبير عن وجهات النّظر المُتعلّقة بالأمور الشخصيّة؛ كالمسكن والمَلبس والعمل والتخصّص الجامعيّ، فإن الحريّة الجماعيّة هى حريّة التصرّف في أمور مُتعلّقة بمجموعة من الأفراد مثل الأمور الاقتصاديّة والسياسيّة. والدينيّة.

الحق المقدس:

تشير القصة إلى أن قيمة الحرية للجماد حق مقدس،  فمن باب أولى أن تصبح هذه القداسة بالنسبة للإنسان غاية من الغايات السامية، كما أن التعامل مع الطفل منذ وقت مبكر عبر التأصيل لقيم الحرية، على اعتبارها  تكليف ديني وإنساني، وحق لا يجوز للإنسان أن يتنازل عنه بدون مبرر،  أمرًا تربوي يتفق مع غرس قيم الاستقلال داخل النفس البشرية منذ نعومة أظفارها، فالإنسان لا يحب الذل والخنوع والخضوع وسلب إرادته؛ لأن ذلك على خلاف غريزته.

وتستمد قصة حكاية ريشة أهميتها من أن فكرة الحرية أصبحت من أهم الحاجات اللازمة لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وعبر الحريات المسئولة تحقيق طموحات وآمال الشعوب. والواقع الجديد سمح لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأن تكون طرفًا فاعلا  في نشر مفاهيم الحرية، عبر ما يعرف "بالديمقراطية الإلكترونية أو الرقمية"، التي تعد نتاجًا للتكامل بين قيم وجوهر الديمقراطية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات  لتعميق التواصل بين الأفراد، والشعوب عبر الفضاء الإلكتروني الفسيح.

فيتامينات الحرية:

إن محاولات الأدب المستميته  للدفاع عن قيم الحرية؛ إنما  تأتى من إيمان المثقف بدوره في التنوير، والشفافيه؛ لأنتخاب أصلح الأفراد، وأفضل الأفكار لبناء مستقبل الدول، ولذا سوف تظل قيم  الحرية من  الأعمدة  الرئيسية في بنيان المنتجات الثقافية الجادة.

   لقد تطابق الأداء القصصي في قصة "حكاية ريشة" مع ما ذكرته الكاتبة جوان آيكن عندما قالت: "لابد لكتاب الأطفال أن يكرسوا أنفسهم ليحققوا شعار: الممتاز فقط هو المناسب لنقدمه للأطفال. الطفولة برمتها قصيرة الطول الآن، وتقصر كل عام عن الذى قبله؛ لأن التليفزيون يزيد من سرعة النمو، لهذا فالمواد التى يقرؤها الأطفال لابد أن تحتوي على الكثير من الفيتامينات." وكانت فيتامنيات الحرية بالقصة بالغت الدلالة.

لقد نسج المؤَّلف فكرته حول قيمة الحرية عبر السرد المحكم، بحيث تؤدي كلمة في القصة دورها لتعزيز الفكرة،  بهدف ضمان وصول تلك القيمة المهمة للقارئ الصغير،  وحدث ذلك عبر أسلوب متزن، وسهل، يعكس ثراء الموهبة لدى أحمد طوسن كمؤلف قدير.


 



تعليقات

التنقل السريع