القائمة الرئيسية

الصفحات

مثلث الفناء العرب تركيا إيران


مقالات 

العرب تركيا إيران هذا المثلث أذا تناحر كتب علي نفسه وعلي المنطقة الفناء،  وأذا تعاون إقتنص لب الحضارة وتفوق علي سائر الأمم، وقد أدرك الغرب هذه الحقيقة  عقب صحوته من غيبوبة القرون الوسطي،  ومع دوران عجلة الثورة الصناعية 1776 تبلورة استراتجية  مفادها عدم منح هذه المنطقة فرصة للهدوء، وكان المدخل الطائفي أو تزكية الصراع علي السلطة أو الغزو العسكري من ضمن آليات اليمين المتطرف لتحقيق هذا الهدف،  بيد أن أخطاء زعماء الشرق كانت تحقق النتائج المرجوة،  وبصور ربما  تفوق  حصاد التدخل العسكري مئات المرات، واليوم يتمترس السنة والشيعة في خندق الصراع الطائفي للقضاء علي مستقبل المنطقة.  

وللتدليل علي عمق المؤامرة نجد أن إسرائيل عام 2012 بمؤتمر هيرتزيليا  سعت لذلك، حيث  جاء في هذا المؤتمر : "أنه من الضروري تكريس الصراع السني – الشيعي من خلال السعي إلى تشكيل محور سني من دول المنطقة يقوم أساساً على دول الخليج ومصر وتركيا والأردن في مقابل محور الشر الذي تقوده إيران باعتباره محوراً للشيعة" وبالطبع هذه الفكر هو إمتداد للأصولية الغربية الأشد تطرفًا من  داعش الشرقية التي صنعت من الجهلاء علي أيدي الغرب لجر المنطقة إلي محرقة إقليمة.

بالتصادم سوف تخسر إيران ما ربحته من السياسة الذكية في العقدين الأخرين عندما تمكنت من بناء برنامج نوويًا وقاعد كبري للصناعات المدنية والعسكرية  في صراع بلا طائل،  علاوة علي أنه من الممكن أن  تتجرع مرارة التفتت العرقي ، إذ يتكون من  نسيجها من عرقيات  مختلفة،  العرق الفارسي 51% والأذري 24%، والجيلكي والمازندراني 8%، العربي 3%، والكردي 7%، واللور2%، والبلوش 2%، والترك2%، وعناصر اخرى1%  وحال أن تقرر كل فئة الإندماج في محيطها العرقي بالدولة، لن تشفع الطائفية في وقف ذلك،  بدليل أن الأكراد السنة يقاتلون للإنفصال عن تركيا السنية.

أما تركيا فقد أثارت حفيظة الغرب بعد أن تحولت من دولة شبه مفلسة إلي القوة الاقتصادية  الثامنة عشر عام 2015، ولو استمرت تنمو بنفس المعدلات سوف تتحول تحول إلي يابان جديد يهدد الأسواق الغربية في عقر دارها، وفي الشرق العربي،  علاوة علي وجود أصوات أصولية  غربية متطرفة تطالب بتفكيك تركيا وعودة القسطنطينية إلي أوروبا مرة آخري، وذلك تأكد اقتصاديا بلفظ فكرة إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، وعسكريا بما نشر في فيراير 2016 عن قيام الولايات المتحدة بدعم داعش الأرهابية وقوات سوريا الديمقراطية الكردية  التي تسعي لتفتيت تركيا، وهذا يؤكد أن تركيا ما هي إلا قاعدة مؤقت تستخدمها قوات الأطلنطي  لأغراض محددة،  وسوف يركلها  الحلف وقت الخطر لتذوب وتتكسر بعد أن تسهم في تدمير قدرات بعض القوي التي تهدد مصالح الغرب.

واليوم أصبح تدمير دول الخليج هو المقصد، فبعد تدمير العراق، وسوريا وتقسيم السودان، وتمزيق ليبيا، وتدهور الاقتصاد المصري ، لم يبقي سوي الإنقضاض علي قوة البعث والإحياء بالخليج  بوصفها مخزون الإمداد اللوجستي والمالي  لبقايا العرب حتي يصبحوا جثة هامدة، كما أن هذه الدول علي مشارف التنمية الحقيقة، وخاصة بعد أصبحت الأمارات والسعودية  علي بوابة العصر النووي، والطاقة الشمسية، أضف  إلي ذلك نمو بعض الصناعات والمشروعات الاقتصادية، ولم يبقي أمامها سوي تسريع وتيرة التنمية، والحد من البذج في الإنفاق الاستهلاكي لصناعة نهضة  سوف تسفرعن   توقف آلات الإنتاج بالغرب  إذا إديرت بالشكل المناسب، وذلك في غضون عقد من الزمان تقريبًا، ومن ثم سوف يسفر التصادم عن وقف التنمية واستهلاك الودائع العربية ببنوك الغرب.

أما روسيا ذلك الفارس الأطرش الذي دخل الصراع مدفوعا بجنون العظمة والرعونة النووية لن تنجو من المحرقة، وربما ينتقل جزء من الصراع  نحو أرضيها  وخاصة أنها تتكون من عرقيات وإثنيات مختلفة، وهذا سوف يشل دوان    جهازها  الإنتاجي المتطور، ويألب عليها الضمير العالمي بسبب مساندة السفاح  السوري بشار الأسد، وعندئذ لن تفيد قاعدة طرطوس الأسطول الروسي جراء إنهيار التجارة الروسية مع العالم،  لأن رحي الحرب قد تطول، وهذا التصادم الرباعي بين روسيا وإيران والعرب وتركيا سوف يكون في صالح المخططات التي تهدف لتركيع وإذلال روسيا ومن ثم سوف يلف  قادة  هذه الدول حبل المشنقة حول رقابهم بأيدهم حال تغليب الخيار العسكري عن الحل السياسي.

وعلي الإدارة المصرية أو الجزائرية أو المغربية  أو الثلاثة معا أن يطرحوا مبادرة علنية وتشكل خلية عمل تتصل بالأطراف قاطبة لحل الأزمة فبشار لا يساوي دمار المنطقة.  وعلي كل مخلص من رعايا هذه الدول توصيل هذه الصراخة للزعماء لعلها توقظ النائم في العناد أو الغرور.




تعليقات

التنقل السريع