مقالات
قدر مصر هذه الآونة أن تتأرجح بين الإرهاب الدموي من قبل شريحة تلوي عنق الدين لخدمة التعصب، أو إرهاب الشواذ الذين يطعنون في الدين بسفه وبلا حياء ، فمنهم من اعتدي علي علماء المسلمين ووصف الأئمة الأربعة بالإرهابيين .
و منهم من أحرق في 8 أبريل 2015 م
ما يقرب من 80 كتابا من الكتب الدينية بحجة إنها تدعو للتعصب، في حين أن الفكر المغلوط متى وجد يجب أن يصحح بالفكر الصحيح، وليس بالنار، وذلك لضمان الخلاص منه إلى الأبد، وهذا الشطط يذكرنا بالعنصريين عندما بدأ الوزير
النازي المتناقض مع نفسه "جوزف جوبلس" برفع شعار
التنوير العام لحرق الكتب غير الألمانية عام 1933 ،
وقد أحرق الطلاب الألمان في 10 مايو 1933 ألفين وخمسمائة مجلد من الكتب
.فهوي ببلاده إلي الجحيم ، وعاشت حضارات الأمم.
وهو نفس النهج المغلوط الذي قام به الخليفة المنصور في الأندلس
منذ 9 قرون تقريبا عندما اتهم الفيلسوف ابن
رشد بالكفر وحرق جميع كتبه في الفلسفة.
ومن الجدير بالذكر أن ابن رشد ولد في
الرابع العشر من إبريل 1126 م ، بمدينة قرطبة أحد أبرز المدن الأندلسية "إسبانيا"
حاليا، ورحل عن الدنيا عام 1198م ، وينحدر من أسرة عرفت بالعلم والجاه وعمل طبيباً،
وفقيهاً، وقاضياً، وفلكياً، وفيزيائياً . وقد أثري تراث الإنسانية بوضع أكثر من خمسين كتابا في مجالات مختلفة
، وشرح ولخص كتب لأرسطو وغيرهم .
ومع ذلك لم يفلح الخليفة المنصور في طمس نور العلم بالنار
، فحصد لعنات الحروف بالُكتب قبل وبعد أن مات
، ونال ابن رشد شرف الخلود بالفكر في باحة
العلوم .
وهذا شاذ أخر يرهب
المصريين بأفكاره المتطرفة ؛ عندما دعا لمليونية خلع الحجاب
بميدان التحرير، وقد أيدت الدعوة شمطاء تلو الأخرى، وأباحت لأنفسهن حق الوصاية
علي الأخريات لينسفن فكرة الحرية التى يتشدقن
بها، وقد خلعت شمطاوات غيرهن الحجاب بعد أن تخطين سن الستين، نكاية في الإخوان؛ في حين أن
الإسلام ليس ملك الإخوان، فهم مجرد فصيل من الوارد أن يتلاشى كبقية التنظيمات التي سبقته، أما الإسلام فهو الباقي بأذن الله، وهو دين كافة المسلمين مؤمنون وعصاه، ولن يزيد أو ينقص بهذا أو ذاك .
والغريب أن هؤلاء الشواذ يعتقدون أنهم يفعلون ذلك قربانا للسلطة، فكانوا كالدابة التي تقتل صاحبها، وعموما
لا يمكن لأي سلطة أن تصطدم بالدين، ولوفعلتها لسقطت فورا .
يحاول الأقزام عبثاً أن يسيطروا علي المشهد الفكري ، ولن يفلحوا؛ لأن كافة الأديان
تحترم العفاف، فالعذراء مريم والراهبات في الكنائس والمسلمات جميعهن محجبات.
أيها الشواذ أن الأغلبية الساحقة من الشعب تلفظكم، إرهابكم قبس من النازية، وقذائف من التسلط، أفكاركم
المريضة لن تنتشر أمام عظمة الإسلام، فأنتم مجرد غثاء يتدل علي شفتي
حاقد وهو يحتضر كمدا وغيظا من ضآلته.
تعليقات
إرسال تعليق