القائمة الرئيسية

الصفحات




                                 مقالات

مما لاشك فيه  أن الإرهاب بمفهوم الاعتداء علي المدنيين العزل وتفجير المرافق المدنية هو أحد  نتائج التعصب والفهم المغلوط للدين ، والكثير من تلك الحوادث تتم بمباركة مخابرات غربية ؛ لتحقيق أهداف سياسية  ، والاعتداء علي صحيفة شارلي إبدو في باريس  7 يناير 2015  عملاً  من تلك الأعمال  التي تهيأ الرأي العام العالمي  لعمليات عسكرية قادمة ضدنا كما حدث قبيل غزو العراق بعد  أحداث 11 سبتمبر 2001 ، ويتعمد اليمين المتطرف والصهاينة  الاعتداء علي الرسول محمد (ص) كمنهج لاستفزاز مشاعر المسلمين ، والدليل أن الدول الغربية تصنف الرسوم المسيئة علي أنها من وسائل حرية التعبير ، مع أنها تقع  ضمن جرائم التميز العنصري علي أساس الدين ؛ ومن الأفضل في التعامل مع هؤلاء المجرمون هو التجاهل للأسباب التالية :

أولا: أن رسولنا الكريم لا يهان من السفهاء ، وإنما ترتد تلك البذاءات علي من قام بها ،  ففي زمن النبوة  وصف المشركين الرسول الكريم  ، بالساحر والمجنون والأبتر وغيرها من اعتداءات لفظة وبدنية ، ولم يرد عليهم الرسول وقد كرمه المولي في سورة القلم  بقوله  : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (أية 4)

ثانيًا : أن السباب والشتائم عادة ما تصدر من ضعيف ، وذلك بسبب الغيرة من انتشار الإسلام كدين يتملك خاصية الانتشار الذاتي ، مما سيحول أوروبا لمجتمع إسلامي عام 2050 ، وجراء الفشل في التصدي لدينامكية الإسلام بالفكر ؛ يسعي اليمين المتطرف لاستدرج العرب لصراع  عسكري متغطرسا  بعضلاته  النووية  .

ثالثًا : أن من خالف تعاليم الرسول  هو من أساء للإسلام ، فالمصطفي يقول : "من  غشنا فليس منا"   والكثير من التجار عندنا  يمارسون الغش ، ويقول : "المحتكر ملعون"  والعديد يمارسون الاحتكار ، ومن أقواله : "إنّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ"  والتعليم  والجامعات عندنا خارج نطاق التصنيف العالمي للجودة ، ويقول : "إن الله يحب إذا عمل أحد كم عملاً أن يتقنه"    ونحن لا نتقن الصناعة كما ينبغي أن تكون ، ومن ثم يكون المسلمون أنفسهم   هم  من أهانوا  رسولهم  بالتراخي والتخاذل ومخالفة أوامره كما فعل الرماة  في غزوة  أُحد   .

رابعًا : البعد عن منهج الله وخاصة في شق المعاملات فالمولي سبحانه وتعالي يقول في سورة الأنفال أية 148  : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" والقوة بمنعي الردع توازي إستراتجية منع العدوان في العلوم العسكرية المعاصرة ، وقد نهانا القرآن  عند امتلاك القوة عن الاعتداء علي الآخرين كما ورد بسورة البقرة أية 190 : "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ"

خامسًا : وحسب نظرية الأوساط  فأن 15% من البشر أشرار لا يتغيرون ومنهم المتعصبون  و15% أخيار لا يتحولون ، و70%  من الناس يتأرجحون بين الفريقين ، وتلك الأعمال الإرهابية  المرفوضة تسهل مهمة المتعصبين بالتأثير علي الكتلة الحرجة لتجيش الغرب ضدنا ، وفي المقابل لا يجب الانبطاح للمتاجرون بالإرهاب كحجة لغزو الشرق ؛ فمن المهم كشف نواياهم وفضحهم رسميا وإعلاميا  فهم أيضا  إرهابيون .

هذا مع التعاون مع  معسكر الخير هناك لأننا دعاة سلام ؛ وهم يمتلكون حضارة  تستحق الاحترام  ، فالذود عن رسولنا الكريم أنما  يأتي بالعمل  والعلم وتعزيز منظومة الاقتصاد ، وذلك حتى لا يجرفنا المتطرفون نحو مستنقع السياسة في صراع غير متكافئ  .






بوابة الوفد والوفد الورقي بتاريخ  28 /1 /2015  


تعليقات

التنقل السريع